مقالات سينمائية

“قاموس فكر السينما” بترجمة عربيّة.. فنّ كبير ومصدر إلهام/ جورج كعدي

أنطلقُ من تجربة ذاتيّة لأَبلُغَ من خلالها صلب موضوعي المتعلّق بالإضاءة على ترجمة عربيّة قيّمة، فالأمران متّصلان ومتداخلان وجوهرهما التعريف بالسينما فنًّا كبيرًا وعظيمًا، وإنْ تَكُن الأحدث نسبيًّا بين سائر الفنون الكبرى الأقدم منها بكثير، كالمسرح، والرسم، والموسيقى، والأدب، وسواها.

لِمَ الانطلاق من تَجربتي الخاصّة، كمحاضر جامعيّ في عدد من الموادّ السينمائيّة النظريّة (تاريخ السينما، جماليات الفيلم، التحليل السينمائي ومبادئ النقد،… إلخ)؟ لأنّ هذه التجربة الأكاديميّة منذ ربع قرن من التدريس في الجامعة اللبنانية، وجامعات كبرى خاصة، كان رهاني البيداغوجيّ الأصعب فيها، وإلحاحي خلالها على الطلاب، في قِسمَيْ السينما والمسرح على السواء، كي يعوا أنّ مفهوم “السينما فنًّا” هو نقيض “السينما ترفيهًا”، وأنّ المفهومين، أو التصوّرين، هما مثل شقيقين سيّاميين يجب فصلهما لتُكتب لهما الحياة، بل إن هاتين النظريتين المتناقضتين تتبادلان إدارة الظهر كلٌّ للأخرى، أي إن وجهتيهما متعاكستان ولا تنظران في الاتجاه عينه. فالسينما فنًّا هي فقط للتعبير الفنيّ والجماليّ والمضمونيّ العميق الذي يبلغ حدّ تحميل الصورة السينمائيّة أبعادًا فلسفيّة وميتافيزيقيّة، أو التزامًا إنسانيًا واجتماعيًا (تدعى السينما الملتزمة أو Le cinéma engagé بالفرنسية)، وتُعرّف أيضًا بـ”سينما المؤلّف” (Cinéma d’auteur)، لا بمعنى تأليف النص، إذ يمكن أن يكون السيناريو لكاتب غير المخرج نفسه، بل بمعنى أنّ أفلام السينمائيّ المؤلّف تحمل نظرته إلى الوجود والوضع البشريّ، كما تعبّر عن هواجسه والأفكار التي تؤرّقه، كالعلاقات الإنسانية، وواقع الحياة والحرب والموت، إلى ما هنالك من دوافع فكريّة شاغلة للفكر والعاطفة وراسخة في وعي السينمائيّ وخطابه التعبيريّ. في حين أن السينما الترفيهيّة (Entertainment) لا تهدف سوى إلى التسلية الخفيفة والإمتاع السطحيّ، والضحك الذي ينحدر إلى مستوى الابتذال أحيانًا، والمؤثّرات الخاصة، والعنف، والتشويق الفارغ، والمطاردات، وكلّ ما هو إبهار بصريّ بلا مضمون، أو ملمح فكريّ إبداعيّ. ونادرًا جدًا ما يمكن الجمع بين “السينما فنًّا”، و”السينما ترفيهًا”. وأُعطي مثالين على ذلك، الكوميديا الهادفة والمبدعة التي صنعها أمثال تشارلي شابلن، وباستر كيتون، وهارولد لويد، والأخوة ماركس، وآخرين كثر، وسينما “الميوزيكال” الكلاسيكية مع عباقرتها الراقصين (جين كيلي، وفْرِد أستير، وجينجر روجرز…) والمخرجين (مينيللي، كوكر، دونِن…)، فضلًا عن الموسيقيّين والكوريغراف ومصمّمي الديكورات المبدعين الذين يخلقون لها البهجة والفرح من غير رخص أو ابتذال أو افتعال… في مثل هذه الحالات النادرة فحسب تستقيم معادلة الفنّ زائد الترفيه، بيد أنّها، أكرّر وأشدّد، حالات نادرة جدًا جدًا جدًا.

أمرٌ آخر يتعلّق بي أيضًا، وله صلة بموضوعنا هنا، هو أنّني كنتُ شرعتُ في إعداد كتاب عن “السينما فنًّا”، وأنجزتُ ثلثيه تقريبًا (نشرتُ فصلًا أوّل كبيرًا منه في مجلة “شؤون ثقافية” التي تصدرها وزارة الثقافة اللبنانية، ضمن العدد الفصليّ لخريف 2016)، لكنّ انشغالي وانهماكي بالتدريس لم يُتيحا لي إتمامه، وأنتظرُ فرصة قريبة لإنجازه، وفيه عُدت إلى مئات المخرجين الروّاد والمنظّرين السينمائيين الكبار مستشهدًا بنظريّاتهم حول الفنّ السينمائيّ ومفاهيمه وجماليّاته، وبينهم، على سبيل المثال لا الحصر، جرمين دولاك/ Dulac التي قالت عام 1925 إنّ “السينما هي فنّ الحركة، وأعني بالحركة سياق الحياة نفسه مع الوقائع المتتالية وحركة النفس التي تولّدها”، إلى جان ـ باتريك مانشيت/ Manchette ، الذي رأى “أنّ السينما ليست أفكارًا فحسب، إنّما هي أفكار مرئيّة (الجمال)”، فيما عدَّ أندريه بازان/Bazin “أنّ السينما حالة جماليّة للمادّة، ونمط الحكاية ـ المشهد”، ثم الكبير والفريد جان ـ لوك غودار/Godard القائل بظُرف وفرادة “إنّ السينما هي بلاد جميلة على الخريطة (…) هي البلاد التي كانت تنقص خريطتي الجغرافيّة، ونتساءل الآن إن كان الأمر متعلّقًا بأمّة، أو بإقليم”. ولدينا قول مانويل دو أوليفيرا/Oliveira الذي يرى “أنّ السينما هي إشباع من الإشارات (العلامات) الرائعة التي تغتسل في الضوء من غياب تفسيرها”. وعلى هذا النحو أيضًا رأى أورسون ويلز/ Welles السينما “شريط أحلام”، بينما وصفها إيلي فور/ Faure بـ”فنّ عمارة في حركة”. ويمضي جان إبشتاين/ Epsteinإلى تعبيره الجميل والفريد والمتولّه: “قد لا تكون السينما فنًّا، إنّما هي شيء آخر أفضل”. وما الأروع من تعبير الناقد الإيطالي ريتشيوتّو كانودو/Riccioto Canudo “السينما نحتٌ في الضوء “.! يا لعبقرية الوصف، يا للجمال، يا للروعة!

أكتفي بهذا المدخل لأنتقل إلى مبرّر الاستعانة به، وهو صدور ترجمة قيّمة بُذل لها جهد كبير من قبل الباحث والأستاذ المحاضر في علم الاجتماع وصاحب المؤلفات المشهورة، الدكتور الطاهر لبيب، وفريق عمله ضمن السلسلة التي يشرف عليها تحت عنوان “مشروع نقل المعارف” لدى “هيئة البحرين للثقافة والآثار”. أمّا الترجمة فهي لكتاب الناقدين والأستاذين الجامعيّين الفرنسيّين أنطوان دوبيك/Antoine De Baecque، وفيليب شوفالييه/Philippe Chevalier، اللذين منحاه بالفرنسية عنوان Dictionnaire de la pensée du cinéma، وصدر في طبعته الأولى عام 2016 لدى Presses Universitaires de France، في باريس، ثم في طبعة ثانية عام 2016، ونقله حديثًا جدًا (طبعة أولى مجلّدة فاخرة، في 911 صفحة من القطع الكبير) الناقد والمترجم إبراهيم العريس، الذي بذل جهدًا بيّنًا لإتمام هذا العمل تحت عنوان “قاموس فكر السينما”، واستفزّتني ترجمة العنوان على هذا النحو فتوجّهتُ إلى المشرف، الدكتور الطاهر لبيب، في لقاء خاص، وسألته عن مبرّرات ترجمة العنوان بهذا الشكل، فأجابني بأنّ الأمر استلزم مناقشةً للاستقرار على العنوان الأنسب، فكان هذا الذي اعتُمد استنادًا إلى قول للمخرج جان ـ لوك غودار، المبدع الكبير والثقافويّ الفريد، بأنّ “السينما تفكّر”. سلّمتُ بهذه “الفتوى” الترجميّة على مضض، فقط لأنّني أحبّ غودار وسينماه، ولبثتُ مع ذلك على عدم اقتناعي، وتفضيلي أن يكون العنوان واحدًا من خيارين، إمّا “قاموس السينما فكرًا”، أو “قاموس الفكر السينمائيّ”، ولست بالمتفاصح العنيد، بل أعبّر عن اقتناعٍ ورأيٍ شخصيّين، والله أعلم مَنْ منّا على حقّ!

مُغْنٍ حتمًا للمكتبة العربيّة

كتابٌ قيّمٌ جدًا، مُغْنٍ حتمًا للمكتبة العربيّة، وبخاصّة للمهتمّين بالفنّ السينمائيّ العظيم، أساتذةً وطلابًا وباحثين. كتابٌ مفيد إلى أقصى حدّ، وعلمتُ من الدكتور لبيب ومساعدته في مكتب بيروت، الأستاذة إلسي ناصيف، أنّ إنجاز هذا العمل الضخم، حجمًا ومضمونًا، استهلك سنتين ليبصر النور، وهذا وحده يستحقّ التقدير والثناء، وعلى الطريق إصدار ضخم مماثل عن المسرح، فضلًا عن “قاموس بلاكويل للفكر الاجتماعي الحديث” الذي صدر بالتزامن مع الإصدارين الآنف ذكرهما.

هذا القاموس الضخم أشرف على تحريره دوبيك وشوفالييه، وشاركهما آخرون (واحد وسبعون تحديدًا، نقّادًا وباحثين ومتخصصين وأساتذة جامعيين، أعرف منهم معرفة جيّدة جان كريستوف فيرّاري، إذْ تزاملنا لسنوات التدريس السينمائي في جامعة ألبا ـ البلمند في بيروت)، فتولّى كلٌّ منهم تحرير عدد من المحاور والمواضيع البحثيّة التي تتراوح بين أسماء منظّرين ومخرجين روّاد، أو معاصرين ومؤسّسي تيّارات سينمائيّة،… إلخ. وأغنى تضافر جهود المشاركين في هذا القاموس/ المرجع مضمونه الثرّ والشامل والمتشعّب في كل الاتجاهات المتّصلة بالفن السينمائيّ، إن لنواحي الولادة والاختراع، أو لنشوء النظريّات التعبيريّة، وحتى السوسيولوجيّة والفلسفيّة والإيديولوجيّة، إنّما خاصّة الجماليّة (أي جماليّات السينما، أو جماليات الفيلم). ولو عدنا إلى التعريف الأشهر للسينما بـ”الفن السابع”، فإنّ تريستان غارسيا يردّنا بتفصيل وذكاء مشبعين إلى منابع التسمية وأصولها، ناسبًا إيّاها إلى الناقد والمنظّر الإيطالي، ريتشيوتو كانودو، الذي أطلق هذه التسمية وثبّتها، مضيفًا السينما إلى الفنون الستّة التي سبقتها بأزمان بعيدة وهي: الرسم، النحت، الشعر، الموسيقى، الرقص والعمارة. وتمّ ذلك بعدما أعاد كانودو قراءة الفيلسوف الألماني الكبير، آرثر شوبنهاور، وكان الفن السابع قبل كل شيء فكرة جماليّة عن الفن الشامل الذي يوائم بين سائر الفنون الأخرى ويتوّجها جميعًا، يختزلها ويتجاوزها في آن واحد.

نهر دافق من المعلومات القيّمة والنظريّات الجمالية المتنوّعة، الملتقية، أو المتنافرة، يغمرنا بها المؤلّف القاموسيّ الجماعيّ الذي من حظّ اللغة العربية أنّها اكتسبته، فهو بالنسبة إلى المشرفَيْن عليه تأكيد على أنّ الفنّ السابع صنوٌ للفلسفة والتاريخ والأدب وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا… بل إنّ السينما هي لهما فنٌّ ووعدٌ بـ”حوّاء جديدة” عبر “شرعنتها” ثقافيًا وفنّيًا في مواجهة أولئك الذين لم يروا فيها (على ما أسلفتُ في مطلع مقالتي ومقدّمتها التي وصفتها بالذاتيّة) غير صناعة ترفيه للجمهور العريض، بينما كان مناصرو السينما والمتعصّبون لها بهذا المفهوم يعدونها فنًّا كبيرًا ومصدر إلهام، مؤكدّين توجّهها إلى جميع المواهب الخلاّقة من كتّاب وشعراء ورسّامين ومعمارييّن وموسيقييّن للمشاركة في صنع الأفلام. ثم جاء بعدهم مفكّرون ومثقفون آمنوا بهذا الفنّ أمثال Kracauer Siegfried وWalter Benjamin وAndré Bazin وBéla Balazs وEdgar Morin و Gilles Deleuze و Rudolf Arnhein و Alexandre Astruc وBarthélemy Amengual (الموسوعيّ الغزير والفذّ) وJacques Aumont وSerguei Eisenstein (مخرجًا ومنظّرًا كبيرًا) و Youssef IshaghpourوJean Mitri وAlain Bergala وDavid Bordwell وAndrei Tarkovski (المخرج الكبير الذي أهدانا أيضًا تحفته النظرية حول السينما في كتاب “النحت في الزمن”) وGermaine Dulac وSerge Daney وJean Douchet (أحد ألمع النقاد الفرنسييّن) وLouis Delluc وGlauber Rocha (المخرج والناقد والمنظّر البرازيليّ الذي خلق ما يُعرف بـ Cinema Nova القائمة على “جماليات البؤس”، أو “جماليات الجوع”، نظرًا إلى واقع المجتمع الهامشيّ الفقير، ومدن الصفيح في ضواحي المدن البرازيليّة)، و Stanley Cavell (فيلسوف أميركيّ اهتمّ بالسينما ووضع فيها عددًا من المباحث) والرائد الروسيّ والمعلّم Lev Koulechov ، وPauline Kael (الناقدة الأميركية المميّزة) وAndré Malraux (الروائيّ والسياسيّ الكبير الذي خصّ السينما بكتاب قيّم عنوانه “esquisse d’une psychologie du cinéma”، أو “نظرة إجماليّة إلى البسيكولوجيا في السينما”)، وأخيرًا ليس آخرًا الفريد والعميق والمميّز Jean- Luc Godard.

إنّه غيض من فيض أسماء كبيرة أضافت إلى مجد السينما مجدًا بالفكر العميق والنظريّات التي تثبّت موقعها وأهميّتها، بل عظمتها، بين سائر الفنون الكبرى التي سبقتها، فجمعتها السينما في شميلة واحدة، وكادت تتجاوزها بأشواط بعيدة من دون أن تلغيها، أو تزحزحها من مواقعها الراسخة في القدم والأهميّة الإبداعيّة الخاصة بكلٍّ منها. وكان أحد هموم أندريه تاركوفسكي إثبات أنّ السينما لا تقلّ إبداعًا وقيمة وإمكاناتٍ تعبيريّة عن باقي الفنون، بل أنّها تضاهيها قوّةً وجمالًا وقدرةً على إيصال الأفكار، حتى الفلسفيّة والشعرية منها.

في هذا القاموس الجميل والثمين أربعة صنوف من المواضيع:

(*) المفاهيم التي يبلغ عددها نحو مئة وثلاثين مفهومًا تُبلور التأملاّت حول الفن السينمائيّ، وتضمّ المقولات النظريّة الكبرى المتّصلة بالمكان والحركة والجماليات… إلى بعض مفردات اللغة السينمائيّة مثل اللقطة المشهد وتثبيت الصورة والإبطاء والتوليف أو المونتاج… وبعض الوجوه الأيقونية في عالم النجوم (مارلين مونرو، بريجيت باردو، مارلون براندو، باستر كيتون، جيمس دين، همفري بوغارت…) إلى عرض شامل للأنواع والمدارس السينمائية والوجوه الخاصة بالسينما (سينما الحركة، الكوميديا الموسيقية، أو الـMusical، الفيلم الأسود Film Noir ، الواقعيّة الجديدة الفرنسيّة La nouvelle vague والواقعيّة الجديدة الإيطالية Néoréalisme …).

(*) منظّرون نقّاد يبلغ عددهم مئة وعشرة، معظمهم عالميّون.

(*) سينمائيّون مفكّرون وعددهم خمسون، كتبوا في السينما، قبل أن يُنجزوا أفلامهم، نصوصًا تركت تأثيرًا في أفلام الآخرين وفي أعمالهم لاحقًا.

(*) مئة فيلم تشكّل علامات فارقة في تاريخ السينما، وإضافات إلى الفكر السينمائيّ.

الصفحات التسعمئة من هذا القاموس تشمل ثلاثمئة وتسعين مقالة قصيرة، أو متوسّطة، فيها بحسب المشرفَيْن من الذاتيّة بقدر ما في بصمات الأصابع من ذاتيّة. وأروع ما في هذا المجلّد الضخم تركيزه على جماليات السينما وهنا الغاية وبيت القصيد، فأيّ فنّ ينبني على نظريّات ويُلهم تلك النظريات في الوقت عينه. السينما ليست غريبة عن “المخطّط” الفلسفيّ، إذ تُعيد إحياء العديد من سماته. السينما والجماليات أمرٌ قابلٌ لإعمال الفكر، ويمكن قراءة فرادة السينما الجمالية في الابتكار السينمائيّ (صورًا وأجسادًا وأشكالًا) انطلاقًا من مختلف الحقب الجماليّة التي عبرتها السينما فكوّنت لها تاريخها القصير (نسبيًّا) والغنيّ.

عمل ترجميّ ثمين، أنيق، ينطوي على جهد كبير واستثنائيّ، رغم بعض الهنّات غير الهيّنات التي كان ممكنًا تفاديها ليبلغ درجة الكمال، فعلى سبيل المثال يرد إسم الروائيّة الكبيرة التي لها بعض التجارب السينمائية Marguerite Duras على هذا النحو بالعربيّة “مرغريت دورا” علمًا بأنّ حرف الـ(S) أو السين يُلفظ ولا يُسقط، كذلك الكوميديّ الفرنسيّ الرائد والطريف Pierre Etaix يُلفظ حرف الـ (X) في اسمه ولا يُسقط، بينما يرد اسمه في القاموس “بيار إيتيه” (!)، وأيضًا كبير المخترعين الروّاد Louis Lumière الذي يُلفظ ويُكتب “لوي” وليس “لويس”… إلى بعض المفارقات والمغالطات التي كان مفضّلًا ألاّ ترد في قاموس بُذل له جهد بَيِّنٌ ومضنٍ مقدّر للمترجم.

الشكر ختامًا لثلاثة هم في أصل ولادة هذا القاموس القيّم:

السيّدة مي آل خليفة، وزيرة الثقافة البحرينية السابقة، ورئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار (الجهة الناشرة لهذا القاموس)، والتي قادت مشروعًا كبيرًا لترجمة أمّهات الكتب والقواميس الفكرية القيّمة إلى العربية (تضمّنت المرحلة الأولى خمسين مؤلفًا من مختلف لغات العالم وفي مواضيع شتّى).

الدكتور الطاهر لبيب، المشرف بتكليف من السيّدة مي آل خليفة على سلسلة الترجمات التي يندرج هذا القاموس السينمائي ضمنها. فالدكتور لبيب، الأستاذ المحاضر في السوسيولوجيا، خرّيج الجامعات الفرنسية وصاحب المؤلّفات القيّمة، وفي مقدّمها “سوسيولوجيا الثقافة”، و”سوسيولوجيا الغزل العربي” (الذي تُرجم إلى لغات عديدة)، و”صورة الآخر… العربي ناظرًا ومنظورًا إليه”، وعدد كبير من الأبحاث والمقالات، له فضلٌ في الاختيار والمتابعة والتوجيه.

الأستاذ إبراهيم العريس، الناقد السينمائي والمترجم، وله العديد من المؤلّفات عن السينما العربيّة والترجمات الخاصة بالفن السينمائي، وأحدثها هذا القاموس الذي نحن في صدده اليوم، والذي يستحقّ تنويهًا خاصًا يتعدّى مجرّد الإشارة إلى إصدار جديد.

*ناقد وأستاذ جامعي من لبنان.

ضفة ثالثة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى